قصر محمد على باشا
نشرت جريدة الاهرام القاهرية بتاريخ 12/7/2005 عن اعادة افتتاح قصر محمد على بشبرا ، وقد تم بنائه فى 9 يوليو 1805 ، حيث امر محمد على ببناء قصرا على النظام التركى بشبرا ، نم قصور الحدائق التى شاعت فى تركيا ، وقد ظل هذا القصر قائما حتى الان بالرغم من مرور 200 سنه على بنائه ، وقد اتخذه محمد على مقرا لأقامته بعد ثلاث سنوات من توليه الحكم ، وقد قام الرئيس حسنى مبارك بأفتتاحه بعد انتهاء وزارة الثقافة من اعمال ترميمه المعمارى الدقيق بتكلفة 50 مليون جنية .
جوهر تصميم القصر حديقة ضخمة تضم مبانى بطرز مختلفة يطلق عليها اكشاك او سرايات .
وكانت اولى المنشأت التى اقيمت هى سراي الأفامة 1808 ، وقد ازيلت لشق طريق زراعى ، وسراى الساقية 1811 ، وسراى الفسقية 1821 ، وسراى الجبلاية 1836 ، وسراى الفسقية التى ستتم فيها الاحتفالات الرسمية الكبرى ، وقد تم انشاء مهبط للطائرات خارجها ، وتتكون من مبنى مستطيل 76 مترا ونصف المتر فى 88 مترا ونصف المتر ، اما التصميم الداخلى للسراى ففريد من نوعه ، حيث يعتمد على كتله محورية عباره عن حوض ماء كبير مساحته 61 مترا فى 45 مترا نصف المتر ، وبعمق 2.5 متر ، مبطن بالرخام المرمر الأبيض ، كما يتوسط الحوض نافورة كبيرة تحمل على تماثيل لتماسيح ضخمه يخرج الماء من افواها ، وفى اركان الحوض اربع نافورات ركنية ، ويلتف حول حوض الفسقية رواق يطل على الحوض ببواكى من اعمده رخاميه يبلغ عددها مائه عامود رخامى ، وتتوسط اضلاع الرواق جواسق تبرز واجهتها داخل حوض الفسقية ، ويغطى الجواسق قباب زينت بموضوعات تصويريه وزخرفية متعدده ، وقال فاروق حسنى وزير الثقافة انذاك ان القصر سيتم تحويله الى متحف وقصر لأستقبالات الدوله الكبرى .
وكانت الثورة قد حولت هذا الأثر الفريد إلى كلية الزراعه ومعهد كانت مرحلة فك الاشتباك بين مباني القصر، ومباني كلية الزراعة ، ومعهد التعاون الزراعي ، وهو ما استلزم انعقاد عشرات اللجان للتفاوض حول ازالة حوالي خمسين مبني تابعا للمعهد والكلية عبارة عن مزارع دواجن وارانب ، ومبان دراسية وصوبات ، بل وحظائر لتربية العجول ، ومما هو جدير بالذكر أن مبانى جامعة عين شمس أصلاً كلنت قصراً من قصور الملكية ، وقد صرفت حكومة مصر 50 مليون جنيه لإرجاع القصر إلى رونقة حتى يكون أثراً يستحق موجودا من ضمن خريطة آثار مصر السياحية زيارة السياح ويدر دخلاً لمصر .
وبالعودة إلى عصر محمد على فإن التنظيم العمرانى فى مصر بدأ منذ تولى محمد على حكم مصر وتم عبر مرحلتين ، الاولى عرفت باسم مشروع الاحياء وتضمنت ردم البرك والمستنقعات وشق طرق جديدة لتسهيل حركة المواصلات داخل المدينة وزيادة الامتداد العمرانى شمالا ومن ناحية منطقة شبرا ، فضلا عن انشاء احياء باب اللوق والحلمية ، بالاضافة الى إزالة السدود الترابية التى كانت تقام على النيل لمنع الفيضان ، مثل تل العقارب الذى ازيل واقيم مكانه حى جاردن سيتى الحالى .
وكان المشروع الثانى طموحا وسمى بمشروع باريس الشرق الذى طبق فيه الفكر الذى اتبع فى تصميم مدينة باريس فانشىء حى الاسماعيلية ميدان التحرير حاليا ولكن تأخر تنفيذه الى فترة عهد الخديو اسماعيل .
وقد بدأ محمد على بناء قصره فى شهر ذي الحجة سنة 1223هـ وأشرف على الانشاء مشيد عمائره ذو الفقار كتخدا على طراز معمارى لم تألفه مصر من قبل ، وساعدت المساحة الشاسعة للموقع الجديد على اختيار طراز معمارى من تركيا ، هو طراز قصور الحدائق والذى شاع وقتها هناك على شواطئ البوسفور والدردنيل وبحر مرمرة والذى يعتمد على الحديقة الشاسعة المحاطة بسور ضخم تتخلله أبواب قليلة العدد ، وتتناثر بها عدة مبان ، كل منها يحمل صفات معمارية خاصة ويطلق عليها اسم اكشاك او سرايات .
وكان أول منشآت هذا القصر هو سراى الاقامة وكان موضعها وسط طريق الكورنيش الحالي ، وكان ملحقا بها عدة مبان خشبية لموظفى دواوين القصر والحراسة ، اضافة الى مرسى للمراكب على النيل ، الا ان هذا القصر ازيل فى عهد الملك فاروق الأول عندما تم شق الطريق الزراعى ، وفى عام 1821 اضيفت الى حديقة القصر سراى الفسقية التي مازالت باقية حتي الآن ، ووضع تصميمها مسيو دروفتى قنصل فرنسا فى مصر وقتها وقام بتنفيذها المهندس الفرنسى باسكال كوسيف وبعد ذلك بسنوات اضيفت الى حديقة القصر سراى الجبلاية .
وكانت شبرا فى ذلك الوقت مجرد قرية زراعية من قرى الريف المصرى ، تقع فى الضاحية الشمالية للقاهرة القديمة ، وهى الان تقع فى نطاق القاهرة الكبرى وتمتد من قليوب شمالا وحتى جنوب مدينة الجيزة ، والاسم الاصلى لها هو شبرو كما ذكر المقدسى واوردها الادريسى باسم شبره واوردها بن وقمان ، وابن الجيعان بأسم شبرا الخيمة وشبرا الشهيد وفى كتب أخرى باسم شبرا القاهرة .
وقد حظيت منطقة شبرا بعناية محمد على منذ توليه حكم مصر سنة 1805 وشرع فى بناء قصره فى هذه الجهة التى كانت تمتد من ساحل النيل غربا وحتى ما كان يعرف ببركة الحاج شرقا وعقب بناء القصر تم تعميرها بانشاء المبانى الفخمة والمتنزهات بالاضافة الى تمهيد الطريق من القاهرة الى شبرا وزرعت علي جانبيه الاشجار وسمى وقتها باسم جسر شبرا .