ولد عباس حلمى الثانى في ١٤ يوليو ١٨٧٤ بقصر القبة فى القاهرة ..
والده هو الخديوى توفيق أما والدته فهي الأميرة أمينة هانم كريمة إبراهيم إلهامي باشا ..
تلقى تعليمه على يد مدرسين خصوصيين في مدرسة الأمراء التى أنشأها والده بالقصر حتى سن العاشرة .. ثم أرسل بعد ذلك للدراسة في فيينا بالنمسا وتوفى والده فجأة، وهو لا يزال طالب في فيينا، فعاد إلى مصر وتولى الحكم في اليوم التالي لوفاة والده في ٨ يناير ١٨٩٢..
تمسك الخديوي عباس بحقوق مصر، وعارض السياسة البريطانية كما شهدت مصر فى عهده نهضة ثقافية استكملت ما بدأه الخديوى توفيق من ترميم للآثار الإسلامية والقبطية وكذلك إنشاء الكتبخانة ومتحف الفن الإسلامى والمتحف المصرى علاوة على تأسيس الجرائد الوطنية .. كما رعى مصطفى كامل وجريدته اللواء ..
شهد عهد عباس حلمى الثانى أيضا العديد من الأحداث كحادثة دنشواى ومحاولة مد أمتياز قناة السويس والتى رفضها مجلس الأمة وكذلك اغتيال بطرس غالى باشا رئيس النظار ..
فى مايو ١٩١٤ استقل الخديوى عباس حلمى الثانى يخت المحروسة وتوجه إلى الأستانة للقاء السلطان العثمانى .. إلا إنه تعرض لمحاولة اغتيال أثناء دخوله إلى قصر طوبكابى فى إسطنبول ..
وظل بها إلى أن صدر القرار البريطانى بعزله فى ١٩ ديسمبر ١٩١٤ وجاء فيه : ( يعلن وزير الخارجية لدى جلالة ملك بريطانيا العظمى أنه بالنظر لإقدام سمو عباس حلمي باشا خديوي مصر السابق على الانضمام لأعداء جلالة الملك رأت حكومة جلالته خلعه من منصب الخديوي)
تم عزل الخديوى عباس حلمى الثانى لأنه كان يساند السلطان العثمانى ضد الإنجليز فى الحرب العالمية الأولى ..
بعد عزل الخديوى عباس حلمى الثانى تحولت مصر إلى سلطنة .. وتولى الحكم من بعده عمه السلطان حسين كامل بن الخديوى إسماعيل ..
ظل المصريون يحلمون بعودة الخديوى عباس الذى كان يعارض الإحتلال البريطانى لمصر .. وكان الأطفال يغنون أغنية : الله حى ... عباس جاى ..
لكنه تنازل عن كافة حقوقه في عرش مصر بعد مفاوضات اجراها معه إسماعيل صدقي باشا مقابل ٣٠٠٠٠ جنية دفعتها حكومة مصر ..
لكن عباس حلمى الثانى لم يرجع لمصر إلا ليدفن بها .. إذ عاش منفيا بين تركيا ودول أوروبا إلى أن توفى فى جنيف فى ١٩ ديسمبر ١٩٤٤ أى بعد مرور ٣٠ عام بالتمام والكمال على عزله عن عرش مصر .. فعاد جثمانه إلى مصر ودفن بمقابر أسرته بالقاهرة فى حوش أفندينا الواقع على طريق الأوتوستراد الآن ..