دائما اللحظات الأخيرة تكون أصعب شىء يمر على الشخص وعائلته، وفى حياة إبراهيم باشا كانت آخر لحظة فى حياته مختلفة فلنتعرف عليها.
ذكر نوبار باشا فى مذكراته عن الوالى إبراهيم باشا والد الخديو إسماعيل ، وصور آخر لحظاته التى عاصرها، وكيف استقبل حريمه ذلك الخبر؟
ويقول نوبار اقتربت النهاية ودامت آلام الاحتضار ثلاثة أيام، كان الصراع خلالها مخفيا بين الحياة والموت، إنه مشهد لا يبرح ذاكرتى أبدا، لم يكن إبراهيم يستطيع أن يصدر صوتا، كانت شفتاه فقط تتحركان، وكنت أنا وحدى الذى أفهم لغته الصامتة.
وطلبت من “نازلى هانم” شقيقة إبراهيم التى تحدثت معى من ثقب باب جناح الريم أن ألتمس منه أن يأذن لابنه مصطفى بالمثول بين يديه، ورفض إبراهيم فى البداية (بنظرة عينيه) أن يمنح ذلك الإذن، ثم وافق فى الساعة الأخيرة.
وبعد مرور نصف ساعة من منتصف ليل الخامس والعشرين من نوفمبر 1848 انطلقت صرخات جناح الحريم، وجاء من يعلن النهاية أن الرجل الذى كان يخشاه الجميع اختفى من الوجود.